الأحد، 6 سبتمبر 2015

عشرة اسباب لعدم ايماني باله



1- التبديل المستمر للتفسيرات الطبيعية للكون بالتفسيرات الخارقة.

عندما تنظر للتاريخ الذي تعرفه عن الكون ، ترى شيئاً ملحوظاً و هو تبديل التفسيرات الطبيعية للأشياء بتفسيرات خارقة. لماذا تشرق الشمس و تغرب. لماذا يمرض الناس. لماذا يشبه الناس آبائهم. كيف تكونت الحياة المعقدة. يمكنني أن أستمر الى ما لا نهاية.

كل هذه الأشياء فسرها الدين من قبل. و لكن عندما فهمنا الكون أفضل ، و تعلمنا كيف نلاحظه برفق ، تبدل التفسير الديني بتفسير مبني على السبب و النتيجة. ماهي عدد المرات التي تبدل فبها التفسير الديني بالتفسير الطبيعي؟ آلاف الآلاف من المرات.

و الآن ، كم عدد المرات التي تبدل فيها التفسير الطبيعي بآخر ديني؟ ما عدد المرات التي قال فيها الناس " كنا نظن أن (أ) يسببه السبب و النتيجة ، و لكن الآن نفهم أنه من صنع الرب أو الروح أو الشياطين أو الأشباح " ؟ صفر.

بالتأكيد يأتي الناس بتفسيرات خارقة جديدة طوال الوقت. و لكن هل هي تفسيرات مدعمة بأدلة؟ ادلة متطابقة مع الواقع؟ أدلة مجمعة برفق و مجربة بصبر و متفق عليها؟ أدلة ثابتة داخلياُ؟ أدلة كثيرة من مصادر مختلفة؟ صفر مرة أخرى.

ما هي احتمالات أن يتم تفسير ظاهرة ما ، ليس لدينا تفسير لها حالياً عن طريق الدين؟ ظواهر مثل الوعي أو أصل الكون؟

من الواضح أن الاحتمالات هي صف أو قريبة من الصفر. لذلك الفرضية الخارقة هي فرضية يمكن رفضها. هي فرضية اتينا بها في الوقت التي كنا لا نفهم الكون فيه كما نهمه الآن.

و لو أنني أرى أي دليل مادي يدعم وجود اله أو تفسير خارق لأي ظاهرة ، لأعدت النظر في عدم ايماني. لكن الآن افترض أن التفسير الطبيعي الثابت و المذهل سيستمر في تبديل التفسيرات الخارقة.

2- عدم ثبات الأديان في العالم.

اذا كان الرب حقيقياً ، و اذا كان الناس يدركونه ، فلماذا يختلف ادراك الناس له؟ عندما ينظر الناس الى شجرة مثلاً ، نتفق جميعاً على ما نراه : ما حجمها ، ما شكلها ، هل هي مورقة أم لا ، و ما لون تلك الأوراق...الخ. ربما سنختلف حول نوع الشجرة لتشابهها مع نوع آخر ، أو عن موقها في جدول التطور ، و هل يمكن قطعها و توفير مساحة لبناء استاد رياضي ... الخ. و لكننا جميعاً سنختلف على وجود الشجرة و الجقائق المتعلقة بها. الا اذا كنا نهلوس أو كنا مضطربين أو غير قادرين على الرؤية.

ليس هذا الحال مع فكرة الاله. فحتى الذين يؤمنون به لا يتفقون على ماهيته ، و ماذا يفعل ، و ماذا يريد منا ، و ما الذي يفعله و ما لا يفعله في الكون. هل هو هو. هل يوجد اله آخر مثله. هل هو كائن خارق أم مادة خارقة لا تنقسم.

و اذا كان الرب موجوداً ، سيكون أكبر بكثير ، و أقوى بكثير ، و مؤثر جداً في الكون مقلرنة بشجرة. لماذا نرى جميعاً الشجرة بنفس الطريقة ، و لا نرى الرب بنفس الطريقة؟

تفسير ذلك بالتأكيد هو أن الرب غير موجود. نحن مختلفون حول ماهيته بشدة لأننا لا ندرك شيئاً حقيقياً. ما ندركه هو من صنعنا ، أو ما تعلمناه أن نؤمن به ، أو مرتبط بجزء من المخ يرى النظام و القصد حتى و لو لم يوجد أي منهما.

3- ضعف الجدال و التفسير الديني.

لقد رأيت الكثير من المجادلات لاثبات وجود اله. تتلخص كلها في نقطة أو نقطتين كالآتي: الجدال المرتبط بالسلطة ( الرب موجود لأن الانجيل يقول ذلك ) الجدال المرتبط بالتجربة الشخصية ( الرب موجود لأنني أشعر بذلك في قلبي ) الجدال المرتبط بأن الدين ليس في حاجة للدفاع عن زعمه منطقياً ( الرب هو شيئ لا يمكن اثباته بالعقل أو الدليل ) أو اعادة تعريف الاله على أنه ذات مجردة. مجردة لدرجة أنها ضد الجدال. مجردة لكنها تستحق أن يطلق عليها لفظ " اله" ( الرب هو الحب ). كل هذه المجادلات ضعيفة و سخيفة.

يمكن للكتب المقدسة و السلطوية الدينية أن تكون خاطئة. أنا لم ار حتى الآن كتاباً مقدساً خال من الأخطاء (الانجيل مثلاً ممتلئ بهم ) و يمكن للمشاعر الموجودة في قلوب الناس أن تكون خاطئة. هي كذلك معظم الوقت. أينعم يلعب الحدس و الفطرة دوراً هاماً في فهم الانسان و تجاربه ، و لكنهما لا يمكن أن يكونا الكلمة الأخيرة بالنسبة لأي موضوع. فاذا قلت لك " يبلغ طول الشجرة التي أمام منزلي 500 قدم ، وأوراقها وردية اللون " ثم أدافع عن ذلك " أنا أعرف أن ذلك حقيقياُ لأن أمي أو القس أو الكتاب المقدس قال ذلك " أو " أنا أعرف أن ذلك حقيقياُ لأنني أشعر بذلك في قلبي " هل حينها ستأخذني بجدية؟

بعض الناس يحاولون اثبات وجود اله بالاشارة الى الدليل الكوني. و لكن هذا الدليل فظيع للغاية. يشيرون مثلاً الى كمال الانجيل بالنسبة لكونه نصاً تاريخياً و نبوئياً ، بينما هو ليس كذلك. أو يشيرون الى أن الكون موجود ليستقبل الحياة ، حتى لو كان الكون استقبل الحياة بعد وقت طويل جداً من وجوده ( بلايين السنين ) و حتى لو كانت الشمس ستقضي على الحياة بعد بليون سنة تقريباً. و يشيرون الى أن الحياة و الكون معقدين ، فيصرون على أنهما مصممين ، بينما علوم الحياة و الأرض أظهرت تفسيرات أفضل بكثير لما يمكن أن تراه في الوهلة مصمماً للوهلة الأولى.

بالنسبة للجدال " ليس علينا أن نعرض عليك أي دليل. أنت غير متسامح و غير معقول لتتوقع مني ذلك " فهو ينهي اللعبة قبل بدايتها. و كأنه يقول " أنا لا أعرف كيف أدافع عن قضيتي ، لذل سأركز جدالي على كيف انني لا أستطيع أن أدافع عن قضيتي " مثل المحامي الذي يعرف أن موكله مذنب فيحاول أن يلوم الأشياء التقنية على ضعف موقفه.

و نفس الشيء مع الجدال " اعادة تعريف الرب كذات مجردة " اذا لم تكن تؤمن بكائن خارق أو شيء مادي له تأثير في العالم أو كان له تأثير ، فان فلسفتك تلك ربما تكون مثيرة للاهتمام ، و لكنها ليست تعريفاً لكلمة " دين ".

4- الاستبعاد المتزايد لفكرة الاله.

عندما تنظر في تاريخ الدين ، تجد أن قوة الرب في تناقص. بسبب فهمنا المتزايد للعالم الطبيعي ، و بسبب قدرتنا على تجربة النظريات و المزاعم ن تضائلت معجزات الرب أو ظواهره الخارقة.

أمثلة : توقفنا عن الحاجة لاله لتفسير الفياضانات. و لكننا ما زلنا في حاجة له لتفسير المرض و الصحة. ثم توقفنا عن الحاجة لاله لتفسير المرض و الصحة ، و لكننا ما زلنا في حاجة له لتفسير الوعي. و الآن بعد ان بدأنا نفهم الوعي ، ما الذي سنحتاجه من الرب قريباً لتفسير أي شيء؟

هذا ما يطلق عليه الملحدون " اله الفجوات " فالرب مسئول عن اي شيء في الكون ما دمنا لا نفهمه. و في كل مرة نجد مساحة فارغة في كتاب التلوين ، نملئها بلون أزرق يسمى " الرب " و لكن اللون الأزرق ليس اللون الصحيح. و مرة بعد مرة خلال التاريخ نحاول بصعوبة أن نمسحه من عقول الناس و نبدله باللون الصحيح. طبقاُ لذلك المثال ، ألا يمكن لنا أن نتوقف عن ملء الفراغات في كتاب التلوين باللون الأزرق؟

5- حقيقة أن الدين شيء موروث.

أقوى عامل في تحديد دين أي شخص ، هو الدين الذي تربى عليه. حتى الآن القليل من الناس هم الذين يفحصون كل المعتقدات الدينية الموجودة ثم يختارون ما يظنون أنه يصف الكون. و لكن الكثير منهم يؤمنون بما تعلموه و هم أطفال.

نحن لا نفعل ذلك حالياً مع العلم. لا نتمسك بنظرية واحدة عن الكون لا تتغير ، أو بمركزية الأرض ، أو بنظرية الأماكن الأربعة في الجسم المسئولة عن المرض ، فقط لأننا تعلمناها و نحن اطفال. نحن نؤمن بالمفاهيم المدعمة افضل تدعيم بأفضل أدلة موجودة. فاذا تغير الدليل ، تغير فهمنا ( الا اذا كان الدين يخبرنا بأن فهمنا للعلم مخطئ ).

حتى الآراء السياسية ليست موروثة كالدين. انظر الى استطلاع الرأي حول الزواج من نفس الجنس و كيف يتزايد مع الأجيال الجديدة. الآراء السياسية الذي يتعلمها الناس في شبابهم يمكن أن تتفكك حسب الواقع المرئي. و كذلك النظريات العلمية دائماً.

و هذا ليس الحال بالنسبة للدين. مما يجعلني استنتج أنه ليس ادراكاً لشيء حقيقي. اذا كان حقيقياً ، لن يؤمن الناس بالدين الذي تعلموه و هم أطفال. حقيقة أن الدين شيء موروث يسري في أفراد العائلة توضح أن الدين ليس ادراكاً لظاهرة حقيقية. بل هو شيء جبري تفرضه و تدعمه التقاليد و الضغط الاجتماعي ، و في كثير من الأحوال الخوف و الرهبة ، و ليس الواقع.

- الأسباب الطبيعية لكل شيء نظن انه الروح.

ما زال علم خلايا المخ في طفولته ، و لكنه يتقدم بشكل مذهل حتى و نحن نتكلم. و ما الذي اكتشفه أن الوعي مهما يكن فهو نتاج حتمي للمخ. كل شيء تعتقد أنه الروح مثل الوعي أو الماهية أو الشخصية أو الارادة الحرة ، تتأثر بشدة بالتغيرات الجسدية للجسم و المخ. فالتغيرات في المخ تؤدي الى تغيرات في الوعي بدرجة عنيفة حتى تصل الى فقدان الهوية. و تؤدي أشياء مثل المرض و الاصابة و المخدرات و الأدوية و الأرق الى تغيرات درامية و معقدة للروح المزعومة. أما الموت فهو تغير طبيعي يحول شخصية الانسان ليس فقط لفقدان الهوية ، و لكن أيضاً لفقدان الوجود.

النتيجة واضحة هي أن الوعي و الماهية و الشخصية و الارادة الحرة من نتاج المخ و الجسد. تلك الأشياء هي عمليات حيوية تحكمها القوانين الفيزيائية للسبب و النتيجة. و اذا كنا نستطيع أن نوضح القوى الفيزيائية عن طريق النتائج الواضحة ، و نعتبرها ظاهرة فيزيائية ، فلماذا يجب على الروح أن تكون مختلفة؟

الدليل الذي يدعم هذه النتيجة يسانده البحث المجمع بجهد ، و المختبر بحرص ، و المطابق للواقع ، و المنظور من جانب العلماء في هذا المجال.

فرضية الروح هذه لم يدعمها دليل مادي جيد على مدار التاريخ الانساني. و هذا شيء مفاجئ اذا فكرت فيه. فقد حاول العلماء اثبات وجود الروح ليعرفوا طبيعتها. و لكن بعد عقود من البحث الغير مثمر في هذا المجال قرر العلماء ترك هذا البحث و استنتجوا أن السبب في أنهم لم يكتشفوا الروح ، هو أنها ليست موجودة من الأساس.

هل يوجد اسئلة ليس لها اجابات عن الوعي؟ بالطبع الأطنان منها ، و لا يوجد عالم كبير في مجال خلايا المخ سيقول غير ذلك. و لكن فكر مرة أخرى في تاريخ المعرفة الانسانية هو تاريخ استبدال التفسيرات الخارقة بالتفسيرات الطبيعية بلا هوادة مرة بعد أخرى. لا يوجد أي استثناء لهذا النظام. فلماذا نفترض بأن الوعي سيكون الاستثناء؟ لماذا نفترض بأن هذه الفجوة في معرفتنا ستمتلئ بتفسير خارق؟ التاريخ لا يدعم ذلك. و الدليل أيضاً.

7- الفشل التام في أن تقف الظاهرة الخارقة بجانب التجربة الحاسمة.

لا تعطي المعتقدات الدينية و الروحانية مزاعم يمكن اختبارها. و لكن بعضهم يفعل. و من خلال التجربة الفعلية ، تتطاير تلك المزاعم كمنديل في العاصفة.

سواء كانت قوة الصلوات أو العلاج بالدين أو علم الفلك القديم أو الحياة بعد الموت ، ستصل لنفس النتيجة. و كلما تم تجريب تلك المزاعم الروحانية و الدينية من خلال طرق حريصة و مطابقة للواقع ، كلما سقطت تلك المزاعم. أحياناً تظهر دراسات علمية تزعم بوجود شيء خارق و تدعمه. لكن بعد التدقيق فيها يتم رفضها دائماً.

لا تقل لي أن العلماء موجهين. لأن العظيم في الطريقة العلمية هو تصميمها لكشف الأفكار الموجهة بقدر الامكان. و بغض النظر عن العلماء الموجهين ، اذا فعلت الطريقة العلمية بحق ستحصل على نتيجة صحيحة.

أريد ان أكرر نقطة مهمة عن توجيه العلم ضد الدين ، و هي أن في الأولى لظهور العلم و الطريقة العلمية ، كان الكثير من العلماء يؤمنون باله و روح و ماوراء الطبيعة. في الواقع ، حاول الكثير من العلماء أن يثبتوا وجود تلك الأشياء بالتجربة و كشف غموضها و معرفة طبيعتها. و لكن بعد عقود من التجارب الغير مثمرة ، قرر العجتمع العلمي الاقلاع عن تلك الفكرة.

المزاعم الخارقة تظل موجودة تحت الفحص الغير جيد. و مدعمة بالأماني الخيالية و محاولتنا لتأكيد الأدلة التي تتوافق مع معتقداتنا ، و رفض الأدلة التي تخالفها. فهمنا القليل للاحتمالات و قابليتنا على رؤية النظام و القصد حتى و لو لم يوجد أي منهما و كثير من أشكال التوجيه النفسي و طرق عمل المخ الغريبة ، عندما تدرس بحرص تحت أحوال مصممة لكشفها ، تتبخر.

8- التواء المعتقدات الدينية و الروحانية.

لا تملك المعتقدات الدينية و الروحانية مزاعم يمكن اختبارها. اذا حصل المؤمن على ما يريد ، فان ذلك علامة على نعمة الرب. و اذا لم يحصل على ما يريد ، فان الرب يعمل بطرق غامضة و ربما لديه درس يعلمه لنا لا نفهمه. و من نحن لنعرف ارادته؟ مهما يحدث ، يمكن أن يلتوي ليثبت صحة المعتقد.

من المعروف في فلسفة العلم أن النظرية التي تدعم مهما اختلف الدليل حولها ، هي نظرية غير نافعة و لا تملك القوة في تفسير ما حدث بالفعل أو تتنبئ بما سيحدث في المستقبل. يمكن للجاذبية مثلاً أن تصبح خاطئة اذا سقطت كل الأشياء فجأة. و يمكن لنظرية التطور أن تصبح خاطئة اذا وجد العلماء أرانب في الطبقة الكامبرية. هذه النظريات تقر بأن تلك الأشياء لن تحدث ، و اذا حدثت فان تلك النظريات ستصبح خاطئة. و لكن اذا كانت نظريتك عن وجود اله ثابتة مهما يحدث ( سواء كان صديقك المصاب بالسرطان تحسن أو مات. أو سواء أصابت الكوارث الطبيعية المدن الكبيرة الفاحشة ، أو القرى الصغيرة التي تخاف الرب ) اذن فهي غير مفيدة و لا تملك القوة لتتنبئ بأي شيء.

عندما يجادل الملحدون المؤمنين في معتقداتهم ، فان الجدال يتحول و ينزلق بطريقة مزعجة. فأصحاب التنظيمات الدينية المتعصبون يصرون على كمال الانجيل الثابت. و لكن عندما يتحدام الملحدون بالأخطاء التاريخية و العلمية ، يصرون على أن تفسير الملحدين لتلك الفقرات خاطئ ( اذا كان الكتاب يحتاج لتفسير ، فكيف يكون كاملاً؟ )

و المؤمنون المتقدمون يلتوون بشكل لا يصدق في ما يفعلونه و لا يؤمنون به. هل الرب حقيقي أم مجازي؟ هل يتدخل الرب في الكون أم لا؟ هل يؤمنون حتى باله أم أنهم اختاروا الايمان لظنهم بأنه نافع؟ أن تجادل مؤمن متقدم هو أن تصارع سمكة ؛ الجدال ليس قوياً جداً و لكنه ملتوي. و لا يعطيك شيئاً يمكنك أن تمسكه بيدك.

9- فشل الدين في التحسن أو الوضوح.

في خلال قرون تطور فهمنا للعالم الطبيعي و اتضح بقدر كبير. نحن نفهم أشياء عن الكون لم نكن نتخيلها من ألف سنة. أشياء يجعل لعابك يسيل من الدهشة عندما تفكر فيها.

و السبب في ذلك هو أننا أتينا بطريقة لا تصدق لغربلة الأفكار الجيدة من السيئة. اتينا بالطريقة العلمية التي يمكنها اعادة تصحيح فهم الكون. تلك الطريقة فعلت الكثير من الأعمال الجيدة ، تجعلنا ندرك ونفهم العالم و نتنبئ به و نشكله بطرق لم نكن نتخيلها من عقود و قرون ماضية.

أما فهمنا للعالم الخارق فهو كما كان دائماً. المئات و ربما الآلاف من القطاعات تتجادل فيمن يملك الكتاب المقدس الصحيح. و لم نأت باجماع حول الدين الذي يفهم العالم الخارق أكثر. نحن حتى لم نأت بطريقة لنقرر ذلك. كل ما يمكن للشخص فعله هو أن يشير الى كتابه المقدس و حدسه الروحي ، فيدور الجدال في دائرة من جديد.

كل ذلك يشير الى الدين على أنه ليس ادراكاً لشيء حقيقي أو مادي ، و لكن على أنه فكرة اخترعناها و متمسكين بها. اذا كان ادراكاً لشيء حقيقي ، سيصبح فهمنا لها حاد و واضح. سنصلي بطريقة أفضل ، و سنتنبئ بطرق صحيحة ، و لن نتجادل بغير وجود ما يدعم كلامنا.

10- النقص التام لوجود دليل مادي على وجود اله.

هذا بالطبع أفضل جدال ضد وجود اله. لا يوجد دليل على ذلك أو دليل جيد. أريد دليلاً لا يعتمد على كثير من الآراء و التقاليد و التوجيه. دليلاً لا يسقط أرضاً عند فحصه بدقة. و في العالم الكامل ، هذا الجدال يجب أن يكون الوحيد. في العالم الكامل لن أحتاج لشهر و نصف أنتقي وألخص أسباب عدم ايماني باله ، أكثر من حاجتي لذلك لاثبات عدم وجود زيوس أو كويتزاكوتل أو حتى وحش سباجيتي الطائر. كما أشار الآلاف من الملحدين قبلي : نحن لسنا في حاجة لاثبات عدم وجود اله. المؤمنون هم الذين يحتاجون لاثبات وجود اله.

اذا كان الايمان من أجل الدين رائعاً للغاية ، فلماذا ليس مقنعاً لأي شخص لا يؤمن بالفعل؟ و لماذا يحتاج الرب لجدال من الأساس؟ لماذا يحتاج الرب من الناس أن يجادلوا من اجله؟ لماذا لا يمكنه أن يظهر نفسه أو هويته لينتهي هذا السؤال مرة واحدة و للأبد؟ اذا كان الرب موج وداً فلماذا ليس ذلك واضحاً؟
 جريتا كرستينا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق