الجمعة، 4 سبتمبر 2015


الأخ من هؤلاء يولد مسلما؛
منذ نعومة أظفاره يحفظونه عن الله و الملائكة و الشياطين و الأنبياء و الجنة و النار،
يسمع منذ طفولته الآيات و الأحاديث و قصص الصحابة تتلى عليه ليل نهار،
يقضي عمره في الصلاة و الصيام و ارتياد المساجد و تلقّي سيرة محمد و تاريخ المسلمين، و سماع الشعراوي و مصطفى محمود و محمد حسان زغلول النجار،
يكبر و هو لا يكاد يقرأ حرفا إلا عن عقيدة الإسلام و شريعة الإسلام و أحكام الإسلام و التي يظل يحفظ أنها أفضل عقيدة و أعظم شريعة و أعقل أحكام،
لا يعرف عن المسيحيين إلا أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة و يسجدون للصليب ، و لا عن الهندوس إلا أنهم يعبدون البقر، و لا عن اليهود إلا أنهم قردة و خنازير، و لا عن الملحدين إلا أنهم يقولون أن الكون نشأ بالصدفة و أن الإنسان أصله قرد..إلخ،
ثم في عصر يوم حار ممل يفتح أخونا الفيسبوك ليفاجأ بوجود منتديات للملحدين العرب،
يسرح قليلا بفكره ليتساءل "تُرى هل يُمكن أن أكون مخطئا، و يكون الحق في دين آخر غير ديني، أو يكون الإلحاد هو الصواب؟" ، و بعد نصف دقيقة يهز رأسه هاتفا "لا لا هذا مستحيل؛ بل إن العقل و العلم و البديهة و الفطرة السوية كلها تؤكد أن فكري- الذي لا أعرف غيره- هو أعظم فكر، و ديني - الذي لا أعرف غيره- هو أعظم دين، و مذهبي- الذي لا أعرف غيره- هو أعظم مذهب، كما أن لغتي- التي لا أعرف غيرها- هي أعظم لغة"
بعدها يدخل أخونا إلى منتديات الملحدين ليكتب بكل عزة و تفاخر "أيها الملحدون أنتم على ضلال و فكركم باطل؛ لا تظنوا أنني لم أمر بتجربة شك مريرة، بل شككت و بحثت طويلا بكل موضوعية و حياد أقسم لكم؛ إلا أنني بعد البحث اكتشفت أن العقل و البديهة و الفطرة السوية تقول أن ديني - الذي ولدت عليه و تشربته عاطفيا ، و لم أعرف عن فكر آخر سواه إلا ما يقول هو عنه - ديني هذا هو دين الحق الوحيد الذي ينبغي على جميع البشر اتباعه، و إلا فلا عذر لهم.. الآن أعلن عودتي مرة أخرى إلى الإسلام و أشهد أنه لا إله إلا الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق